المشروبات الغازية


المشروبات الغازية








أكدت الدراسات الطبية الحديثة أن المشروبات الغازية تشبه التدخين من حيث خطرها عالى الجسم، فكلاهما غير نافع وتتراكم آثاره الضارة لتظهر بعد فترة من الزمن، إلا أن المشروبات الغازية تتفوق في مضارها على التدخين من حيث تناول شريحة كبيرة من الناس لها بدءاً من الطفل ذي السنتين وحتى كبار السن.. هذا كله في الوقت الذي تكثر فيه الدعاية للمشروبات الغازية، ويدمن البعض على تناولها مع كل وجبة طعام، بل ويتحف بها ضيوفه.
مم تتكون المشروبات الغازية:

تصنع المشروبات الغازية من الماء الذي تمت معالجته بطريقة خاصة مع غاز ثاني أكسيد الكربون، ومواد حافظة، وغازات ونكهات تعطيها الطعم المميز الذي يختلف من نوع لآخر حسب النكهة المضافة، وأحماض مثل حمض الفوسفوريك، 

بالإضافة إلى مادة الكافيين، حيث تحتوي العبوة العادية (55ملغم تقريباً) أي ما يعادل الموجود في القهوة.
كافة أنواع المشروبات الغازية سواءً البيبسي كولا أو السفين أب أو غيرها ذات قيمة غذائية منخفضة، فهي لا تحتوي أبداً على الفيتامينات أو الحديد أو المعادن، بل تحتوي على كميات كبيرة من السكريات (200 مل أي حوالي عشرة ملاعق سكر صغيرة ) وكميات قليلة جداً من الأملاح.

كما تحتوي على حمض الفوسفوريك وهو أحد مكوناتها الرئيسية، بالإضافة إلى كميات قليلة من أثلين جيلكول الذي يقلل درجة تجمد المياه إلى ما تحت الصفر بأربع أو خمس درجات، ويستعمل عادة في عمليات التفريز والتبريد، وهذه المادة تعتبر إحدى السموم في الطب الشرعي، بالإضافة إلى مواد أخرى مثل حمض الكربونيك ومواد كيماوية كالألوان والمنكهات.
والمشروبات الغازية الـ (diet) لا تقل ضرراً عن المشروبات الغازية الأخرى، لأنها تحتوي على مادة الاسبارتيمو التي يتم تحويلها داخل الجسم إلى عدد من الكيماويات السامة، أكثر هذه الكيماويات سمية هي مادة الفورمالدهيد، وهي المادة المستخدمة في حفظ أعضاء الجسم وعينات التشريح من التحلل.
المشروبات الغازية والهضم:

كثيراً ما نشرب هذه المشروبات مع طعامنا أو بعده اعتقاداُُ منا أنها تساعد على الهضم، لكن للأسف هذا غير صحيح، فنحن لا نعلم أننا بذالك نحرم جسمنا من الفائدة المرجوة من الأطعمة المتناولة معها، لأن كل ما تفعله هذه المشروبات هو مايلي:

1- جسم الإنسان يحتاج إلى درجة حرارة 37ْ م لتعمل أنزيمات الجهاز الهضمي فيه بشكل طبيعي فعّال، بينما درجة حرارة هذه المشروبات تقل كثيراً عن ذلك وقد تصل إلى الصفر، الأمر الذي يؤدي إلى تخفيض الأنزيمات وعدم التمكن من هضم الطعام جيداً، فيتخمر داخل المعدة وتتشكل الغازات والتعفنات وتتحول إلى سموم تدور مع الدم وتنتقل في الجسم وتتراكم في أجزائه المختلفة.

2- تحتوي هذه المشروبات على مادة صوديوم بيكربونيت(NaHCO3)، وهي مادة قلوية يدخل الصوديوم في تركيبها، حين تصبح في المعدة تتحد مع الأحماض الموجودة فبها التي تفرزها عصارتها وتكون ملح الطعام العادي المسمى (كلوريد الصوديوم) فينتشر في هذا المزيج غاز يفتح بابي المعدة عنوة، باب أسفل المعدة فينزل الطعام إلى الأمعاء قسراً وبصورة غير طبيعية قبل أن تتم عملية هضمه، فيظن الإنسان حين يزول عنه الشعور بالامتلاء في معدته أنه أفضل حالاً، والباب الثاني الذي يفتحه الغاز عنوه هو فم المعدة الذي يدخل الطعام من خلاله من المريء، فيتجشأ الإنسان ويشعر بالارتياح لخروج الغاز من فمه، معنى ذلك أن الطعام الذي تناوله الإنسان لم يُسمح له بالاستقرار في المعدة ليأخذ نصيبه من الهضم، أي لم يهضم تماماً.
أخطار المشروبات الغازية على جسم الإنسان:

1- تأثيرها على سكر الدم:

إن علبة واحدة من المشروبات الغازية تحتوي على ما يعادل 33غرام من سكر المائدة ( السكروز )، وهذا النوع من السكر سريع الامتصاص، بالتالي سيرفع سكر الدم بشكل سريع، مما يؤثر سلباً على التحكم بداء السكري.
2- تأثيرها على امتصاص الكالسيوم وعلاقتها بهشاشة العظام:

إن معدل الحموضة pH في المشروبات الغازية مرتفع، مثلاً بيبسي كولا و كوكا كولاph=3.4 ، هذه الدرجة من الحموضة تعود إلى وجود حامضي الفوسفوريك والستريك اللذان يتحدان مع الكالسيوم الموجود في الغذاء الذي يتناوله الإنسان مصاحباً للمشروبات الغازية، مما يسبب نقصاً في كمية الكالسيوم الممتصة من الأمعاء، وبالتالي التي تصل إلى الدم ومنها إلى العظام والأسنان، وهي كمية كافية لإذابتهما مع مرور الوقت، فأجسادنا تتوقف عن بناء العظام بعد سن الثلاثين، وتبدأ بعد ذلك بالتحلل بنسبة 8-18 % سنوياً بحسب كمية الأحماض التي نستهلكها في غذائنا ( نسبة هذه الأحماض لا تعتمد على مذاق طعامنا ولكنها تعتمد على نسبة كل من البوتاسيوم والكلور والمنغنيز وغيرهم إلى الأملاح الفسفورية)، مما سيسبب مشكلات في بناء العظام والأسنان، والإصابة بترقق العظام عند النساء.
كما أن أحماض الفوسفوريك والماليك والكاربونيك تسبب تآكل طبقة المينا الحامية للأسنان.
3- تأثير الكولا على امتصاص الحديد:

إن مشروبات الكولا ( البيبسي كولا و الكوكاكولا ) تحوي مادة الكافيين التي تؤثر سلباً على امتصاص الحديد مسببة بذلك فقر الدم، الذي يعتبر من المشكلات الصحية المنتشرة بين الأطفال والمراهقين، وتسبب لهم ضعفاً عاماً في الصحة وقلة في النشاط ونقصاً في الشهية، كما تؤدي إلى زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والسكر، وزيادة الحموضة، بالإضافة إلى أن مادة الكولا تسبب الأرق لدى الأطفال واضطرابات في النوم.
كما أن الإكثار من تناول القلويات مثل بيكربونات الصوديوم الموجودة في المشروبات الغازية يسبب حدوث حالة تسمى قلوية الدم، التي من أهم أعراضها الأرق والضعف العام والتعرق الزائد وصعوبة التنفس .


4- تأثيرها على الكليتين:

أوضحت دراسة أعدها فريق من الباحثين من جامعة “لويولا” الطبية بقيادة دافيد شومام، أن النساء اللاتي يشربن عبوتين أو أكثر من المشروبات الغازية يومياً يمكن أن تظهر عليهنّ العوارض الأولية لأمراض الكلى، مرتين أكثر من اللاتي لا يتعاطين هذه المادة، حيث تزيد نسبة الـ”البومينيوريا” لديهنّ، وهي عبارة عن وجود كمية كبيرة من بروتين اسمه “ألبومين” في البول، الذي يعدّ مؤشراً على الإصابة بالعوارض الأولية لأمراض الكليتين القاتلة.
ويذكر أنه بإمكان الكليتين السليمتين تصفية أو “فلترة” قدراً كبيراً من الجزيئات مثل الـ “الألبومين”، ولكن وجود كمية مفرطة منها في الكليتين يعدّ مؤشراً على تعرّضهما للفشل الوظيفي الكامل.
5- تأثيرها على الحمض النووي DNA

حذر البروفيسور بيتر بايبر الخبير في الكيميائيات بجامعة شيفلد، من أن بنزوات الصوديوم تستطيع شل الطاقة الخلوية بالخميرة، وربما تحدث نفس المفعول لدى الإنسان، كما أن جامعة ساوث إنبتون اعتبرت بنزوات الصوديوم أحد سبع مواد تضاف للأغذية يرمز لها بحرف “E” يمكنها إن أضيفت إلى الفيتامين “A” أن تشكل مادة البنزول المسرطنة.
وكانت شركة كوكا كولا كبرى شركات المشروبات الغازية في العالم قد أعلنت أنها قررت إزالة مادة بنزوات الصوديوم “E211″ بصورة تدريجية من منتجاتها بعد الكشف عن احتمال تسببها في النشاط المفرط وإتلاف الحمض النووي “DNA” لدى متناولي المشروبات الغازية التي تنتجها هذه الشركة.
6- أحد أسباب سرطان المريء:

أكدت دراسة علمية حديثة أن المشروبات الغازية تزيد من خطر التعرض لسرطان المريء، موضحة أن هناك إرتباط قوي بين تناول المشروبات التى تحتوي على بيكربونات الصوديوم وسرطان المريء، وعلاقتها بالسرطان ليست مصادفة لأن بيكربونات الصوديوم تسبب إنتفاخ فى المعدة، مما يؤدي إلى إرتجاع العصارة المعدية، والذي يعتبر من مسببات سرطان المريء.
7- إصابة الرجال بمرض النقرس:

أفادت دراسة طبية حديثة بأن المشروبات الغازية المحلاة بالسكر والفركتوز تزيد مخاطر إصابة الرجال بالنقرس مقارنة بقلة السعرات الحرارية.
وقال باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية ومن كلية طب هارفارد في بوسطن: إن المشروبات الغازية المحلاة تتضمن كميات كبيرة من الفركتوز، وهو سكر مستخرج من الفواكه يزيد من مستويات حامض اليوريك.
وتشكل هذه النتائج أول دليل على أن الفركتوز والأغذية الغنية به تمثل عوامل مخاطر مهمة للإصابة بالنقرس، ونصحت المجموعة البحثية مرضى النقرس والذين لديهم مستويات عالية من حمض اليوريك بالابتعاد عن المشروبات الغازية.
8- تأثيرها على الجهاز الهضمي:

كل مرة تُشرب فيها الكولا تؤدي المواد الكيميائية فيها إلى كشط جدار المري والمعدة، وتديجياً ومع مرور الوقت لا بد أن تضعف عضلات المريء والمعدة وتلتهب و تتقرح مسببة قرحة المعدة والتهابات يمكن أن تتطور فيما بعد إلى سرطانات لا سمح الله.
كما أن مركبات الكالسيوم المذابة من العظام تتراكم في الشرايين والأوردة والبشرة وخلايا وأعضاء الجسد، وتؤثر في وظائف الكلية مؤدية لتكون حصوات فيها.
9- هدم و تعفن خلايا الجسم:

المواد الحافظة والملونة هي أساس تخزين المشروبات الغازية.
10- تأثيرها على الكبد:

تحتوي المشروبات الغازية على المحليات الصناعية التي تهدد المخ وتؤدي إلى فقدان الذاكرة التدريجي وإصابة الكبد بالتليف.
11- تأثيرها على الجهاز العصبي والوزن:

أفادت دراسة طبية نرويجية حديثة أجريت في جامعة أوسلو على أكثر من 5000 مراهق، تتراوح أعمارهم بين 15 و16 سنة، بأن تناول المراهقين لكميات عالية من المشروبات الغازية المحلاة بالسكر تسبب لهم مشاكل صحية وعقلية، مثل فرط النشاط والتوتر والحزن، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود مسبق لأي اضطرابات اجتماعية أو غذائية أو سلوكية لدى هؤلاء المراهقين، أي أن العلاقة بين تناول المشروبات الغازية وظهور الاضطرابات الذهنية لا دخل لها بوجود أي من الاضطرابات الاجتماعية أو السلوكية أو الغذائية المصاحبة فيها، وفي تفسير لذلك أكد البروفيسور تورا هنركسين من جامعة أوسلو أن وجود مواد مثل الكافيين في المشروبات الغازية هو السبب وراء ذلك، مشيراً إلى ضرر عنصر السكر المتوفر أيضاً في المشروبات، والذي يترك آثارا سلبية على الإنسان المراهق والمرأة الحامل والإنسان الطبيعي، فزيادة السكر في الدم تؤدي إلي ارتفاع ضغط الدم لساعات طويلة، وتتسبب بإفراز هرمونات تساعد علي زيادة الوزن، إضافة إلى الاكتئاب والتوتر العصبي، ومرض السكري وبعض الأمراض السرطانية.
بالإضافة إلى تسرب شوراد الألمنيوم السامة للجهاز العصبي من العلبة إلى السائل الحمضي.


تجارب مؤلمة مع الكولا:

التجربة 1: في مسابقة أجريت في جامعة دلهي لشرب أكبر كمية من الكوكا كولا شرب الفائز 8 زجاجات فأغمي عليه فوراً بسبب زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم بشكل كبير، وبناء عليه منع رئيس الجامعة دخول أي مشروبات غازية إلى الجامعة.
التجربة 2: وضع سن مكسور في زجاجة من الكولا لمدة 10 أيام فذابت! هل تصدقون ذلك! مع أن الأسنان والعظام هي الأجزاء البشرية التي تبقى طويلاً مع الإنسان حتى بعد موته، فتخيل أثر هذه المشروبات على الأمعاء الدقيقة وبطانة المعدة.
التجرية3: شرب مريض يتمتع بصحة جيدة مشروبات غازية بشكل كبير قبل أن يخضع لتخطيط القلب، عندها لاحظ الطبيب أن ضربات قلب المريض وضغط دمه هبطا فجأة إلى مستويات غير طبيعية وظهرت عوارض الدوار ثم أغمي عليه.
هذا هو نص الخبر الذي نشرته مجلة ” نيوانجلاند جورنال أوف ميديسين”
والجدير بالذكر أن دراسات علمية طبية متخصصة أثبتت أنه إذا شرب الإنسان أربعة لترات من الكولا دفعة واحدة فإنه يفقد حياته في غضون ساعات.


استعمالات مفيدة للمشروبات الغازية:

لتنظيف المرحاض:
اسكب علبة كولا على جوانب المرحاض الداخلية واتركها لمدة ساعة ثم اشطفها، حامض السيتريك الموجود في الكولا سيزيل اللطخات والسواد من الخزفيات.
لإزالة الصدأ من وصلات بطارية السيارة:
اسكب علبة كولا على وصلات بطارية السيارة واتركها لبعض الوقت حتى تذيب الصدأ من الوصلات.
لإزالة لطخات الصدأ من مصدات الصدمات المعدنية في السيارة:
امسح مصدات السيارة المعدنية بورق قصدير (ألمنيوم) مكور مغموس في الكولا.
لإزالة الشحم والدهون من الملابس:
اسكب علبة من الكولا على كمية الملابس الملطخة بالدهون ثم أضف الصابون وشغل الغسالة على دورة غسيل عادية، ستساعد الكولا على تفتيت لطخات الشحم والدهون.
والكولا يمكن أن تنظف أيضاً أثر الضباب والندى من على زجاج السيارة.
ما هو الحل ؟


إن أفضل حل هو الابتعاد عن المشروبات الغازية واستبدالها ( حتى ولو بشكل تدريجي ) بالفواكه الطبيعية وعصائرها الطازجة، وإن كان لا بد من تناولها فهناك بعض النصائح للأشخاص المدمنين على شربها وهي:
• استبدال المشروبات الغازية المحلاة بالسكر بتلك المحلاة بالسكر الصناعي ( الاسبرتام ) .
• تجنب تناول المشروبات الغازية مع الطعام أو بعده مباشرة لمنع تأثيرها السلبي الذي ذكرناه آنفاً.